منتديات عراقي انا
اهلا بزائرنا الكريم و العراقي الكريم انت غير مسجل لدينا
الرجاء التسجيل بالمنتدى لاضافة المواضيع و التمتع باكبر و اول شبكة عراقية
منتديات عراقي انا
اهلا بزائرنا الكريم و العراقي الكريم انت غير مسجل لدينا
الرجاء التسجيل بالمنتدى لاضافة المواضيع و التمتع باكبر و اول شبكة عراقية

منتديات عراقي انا

<اهلا وسهلا بك في منتديات عراقي انا منتديات كل الموصل>
 
الرئيسيةشبكة عراقي اناأحدث الصورالتسجيلدخول

المجلس التاسع عشر

عذاب القبر لمن كان له أهلا

 

الموت أمر حتم لازم لا مفر منه لكل من في الدنيا قال تعالي : {كل من عليها فإن ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام} ( الرحمن / 27 ).

وللموت وقت محدد لا يستطيع أحد أن يتجاوز الأجل الذي ضربه الله {ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون} ( الأعراف / 34 ).

فلذلك إذا نزل الموت بالإنسان تمني العودة إلي الدنيا فإن كان كافرا لعله يسلم وإن كان عاصيا فلعله يتوب {حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت كلا إنما كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلي يوم يبعثون} ( المؤمنون / 99/100 ).

كان السلف الصالح رضي الله عنهم وفي مقدمتهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يعدون العدة لسؤال القبر ويخشون ما يمكن أن يكون فيه من الابتلاء والامتحان كما أخبر الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام إن هذه الأمة تفتن في قبورها.

وكانوا رحمهم الله على عظيم فضلهم وتقواهم يبكون ويطيلون البكاء إذا ذكر القبر وما فيه لأنه المنزل الأول، كما قال تعالي :{يومئذ تعرضون لا تخفي منكم خافية}

( سورة الحاقة / 18 ).

قال ابن القيم: عذاب القبر ونعيمه اسم لعذاب البرزخ ونعيمه، وهو ما بين الدنيا والآخرة قال تعالي : {ومن ورائهم برزخ إلي يوم يبعثون} ( المؤمنون / 100 ).

ففي الترمذي عن هانئ مولي عثمان بن عفان رضي الله عنه بإسناد حسن أنه قال : كان رضي الله عنه إذا وقف على قبر بكى حتى تبتل لحيته فقيل له : تذكر الجنة والنار فلا تبكي وتذكر القبر فتبكي ؟ فقال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : القبر أول منزل من منازل الآخرة فإن نجا منه فما بعده أيسر منه وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه.

قال وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "ما رأيت منظرا قط إلا والقبر أفظع منه " ( صحيح الجامع للألباني قال سنده حسن 2/85 ). فصنيع عثمان يدل على عميق تأثره بالقبر فالنجاة منه عنوان النجاة وعدم النجاة منه عنوان الخسران يوم القيامة فلذلك وردت نصوص السنة تحمل تخوف النبي صلى الله عليه وسلم على أمته من عذاب القبر وفتنة عذاب القبر وتوجيه المؤمنين إلي أن يستعيذوا من ذلك بعد أن يكونوا قد قدموا من العمل الصالح في طاعة الله ما يقيهم الشدائد ويجعل نورهم يسعى بين أيديهم وبإيمانهم يوم الحساب.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "استعيذوا بالله من عذاب القبر" ( أخرجه ابن حبان 787 وصححه الألباني في السلسلة 1444 ).

وجاء في الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيميه : "سئل رحمه الله هل يتكلم الميت في قبره أم لا ؟ فأجاب : يتكلم وقد يسمع أيضا من كلمه "كما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : "أنهم يسمعون قرع نعالهم".

وثبت عنه في الصحيح أن الميت يسأل في قبره فيقال له من ربك وما دينك ؟ ومن نبيك ؟ فيثبت الله المؤمن بالقول الثابت فيقول : الله ربي والإسلام ديني ومحمد نبيي، ويقال له :

ما تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول المؤمن : هو عبد الله ورسوله جاءنا بالبينات والهدي فآمنا به واتبعناه.

قال شيخ الإسلام: وهذا تأويل قوله تعالي : {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة } ( سورة إبراهيم / 27 ). وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها نزلت في عذاب القبر.

وفي البخاري أيضاً عن أنس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأما المنافق والكافر فيقال له : ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ فيقول : لا أدري كنت أقول ما يقول الناس فيقال : لا دريت ولا تليت ويضرب بمطارق من حديد ضربة فيصبح صيحة يسمعها من يليه غير الثقلين ( أي الإنس والجن ) فنسأل الله تعالى أن يعيذنا من عذاب القبر ويجعل قبورنا روضة من رياض الجنة.

فلذلك علي المرء لمسلم أن يستعد لهذا اليوم بالعمل الصالح والاستجابة لأوامر الله تعالي والابتعاد عن زخرف الحياة الدنيا وشهواتها وملذاتها قال تعالي : {وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون} ( الأنعام / 32 ).

وقال الرسول صلى الله عليه وسلم :" يتبع الميت ثلاث فيرجع اثنان ويبقي واحد: يتبعه أهله وما له وعمله فيرجع أهله وما له ويبقي علمه " ( رواه البخاري 6514 ومسلم 2960 ).